إذا كنتم ترغبون في استلام القطع التي ستطلبونها بحلول 23 ديسمبر، فإننا ننصح بوضع طلبكم قبل 8 ديسمبر.
Change country/region
صورة فريدريك بوشرون من تنفيذ إيميه مورو عام 1895
كان فريديريك بوشرون ابن تاجر أقمشة، لكنه كسر تقاليد العائلة واختار العمل في صياغة المجوهرات منذ أن كان في الرابعة عشرة من العمر. فتدرب لدى جول شيز في باريس وتعلم المهنة على يديه، قبل أن يصبح موظفًا ثم بائعًا لدى تيكسييه-ديشان في القصر الملكي. واللذان كانا صائغي مجوهرات مميزين في تلك الفترة.
وفي عام 1858، افتتح متجره الخاص في القصر الملكي والذي حظي بتقدير كبير. لكن أصول فريديريك بوشرون المنحدر من عائلة تجار أقمشة دفعته إلى إعادة ابتكار رموز صياغة المجوهرات. وفي الوقت الذي كان جميع صائغي المجوهرات يركزون فيه على الأحجار الكريمة، تعامل فريديريك بوشرون مع الإبداع من منظور الأسلوب. حيث عرض في بداياته مجموعة من القطع الفنية وإبداعات المجوهرات، وقدم إلى عملائه نصائح حول الأناقة. وعلى عكس واجهات عرض المنافسين التي تقدم المجوهرات مسطحة أو في صناديقها، عرض فريديريك بوشرون مجوهراته بشكل عمودي، ليتسنى للمارة تخيلها عند الارتداء. فشهد نجاحًا باهرًا، وبعد مرور بضع سنوات، اضطر بوشرون إلى توسيع المتجر. وفي تطور إضافي عام 1866، سجل فريديريك بوشرون علامته المميزة وافتتح مشغلًا لتصنيع إبداعاته الخاصة. وجمع حوله أفضل الخبراء والحرفيين في صياغة المجوهرات. عندئذ، صار متجر بوشرون "دار بوشرون".
عقد بوان دانتيروغاسيون ليير - Point d’Interrogation Lierre، عام 1881
كان فريديريك بوشرون رجلًا دائم السعي نحو تخطي حدود صياغة المجوهرات. وكان يستوحي إلهامه من كل ما يحيط به لتصوّر إبداعات جديدة. من مرونة الأقمشة والأشرطة التي تعود إلى أيام طفولته، إلى شِعر الطبيعة الآسر والنساء اللواتي يبحثن بلا كلل عن كل ما يحمل الأصالة والحداثة… كان كل شيء موضوعًا للإلهام فأعاد إحياء تقنيات قديمة ومواد مُهملة، مثل الكريستال الصخري والمينا أو الماس المنحوت، كما لم يتردد في ابتكار توليفات غير اعتيادية بين الذهب والخشب أو عرق اللؤلؤ أو المينا أو الأحجار الصلبة…
وفي عام 1879، أبدع أول عقد من المجوهرات الراقية دون قفل: هو بوان دانتيروغاسيون - Point d’Interrogation. وبالتالي، كان أول عقد يمكن للسيدة أن ترتديه بمفردها، في وقت كانت الأطقم الفاخرة تحتاج إلى مساعدة شخص آخر. وفتح هذا الإبداع أمامه أبواب الفوز بعدة جوائز، منها الجائزة الكبرى في المعرض الدولي في باريس في عام 1889.
في عام 1887، اغتنم فريديريك بوشرون فرصة فريدة من نوعها لشراء أحجار كريمة استثنائية، وذلك عند بيع ماسات التاج الملكي. وهي مجموعة بدأت مع فرانسوا الأول واستمرت حتى عهد نابوليون الثالث. كان فريدريك بوشرون واحدًا من المشترين الأساسيين في عملية البيع التي نظمتها الحكومة الفرنسية. إذ اشترى عدة قطع، بما فيها ماستان من نوع "مازارين"، في إشارة إلى الكاردينال الشهير الذي كان يجمع الأحجار الكريمة.
مشغل بوشرون، حوالي 1910-1930
اعتمد فريديريك بوشرون الجرأة حتى في تصميم الشركة. وكان يُدرك تمامًا قيمة اليد العاملة، فاعتنى بعمّاله وشجّعهم على السفر إلى الخارج لتعلّم تقنيات جديدة. وقدم لهم مزايا لم تكن رائجة في تلك الفترة، مثل العطلة المدفوعة الأجر، كما شجّع الألفة في مكان العمل من خلال تنظيم نزهة سنوية كبيرة في ضواحي باريس، لتكون نوعًا من الندوات السابقة لعصرها.
كان أيضًا أول صائغ مجوهرات يسلط الضوء على الخبراء الحرفيين، من خلال ذكر أسمائهم على منصاته في المعارض الدولية على سبيل المثال. فعمل بهذا على ترسيخ جو عائلي حقيقي في الدار، حيث كانت بهجة الحرفيين وفخرهم تماثل قيمة المجوهرات التي يصنعونها.
شارك فريديريك بوشرون بشكل فعال في تحسين ظروف مهن صياغة المجوهرات. إذ كان رئيسًا لغرفة نقابة المجوهرات، وأولى اهتمامًا كبيرًا لعدة جمعيات، منها "لا فراتيرنيل". وأدت أعماله وتبرعاته إلى إنشاء صندوق تقاعد لصائغي المجوهرات، وتأسيس دار للمسنّين، وتمويل دورات تدريبية وكذلك تأسيس دار للأيتام.
إذا كان الرجال قد تسملوا إدارة الدار لمدة طويلة، فالأمر اليوم أصبح منوطًا بالنساء.
تمتلك كل دار حيوانها المفضل. وفي دار بوشرون، يحمل هذا الحيوان اسمًا: إنه القط فلاديمير.
تُعد بوتيكات بوشرون أكثر من مجرّد أماكن لشراء إبداعات المجوهرات. إذ صُممت ليشعر فيها العملاء كما لو أنهم في منازلهم.